طول العمر
-------------
صفحة مياه البحر..
هادئة..
الأزرق يتدرج بألف لون..
بعض السحب الصغيرة تتناثر هنا وهناك ، وتتكاسل في مرورها أمام قرص الشمس الذهبي..
واللون السماوي يضفي خلفية هذا المشهد الرائع، والذي يرسم نفسه بنفسه كل يوم مودعا الشمس إلى الغد..
وقفا في مكانهما المفضل على الشاطئ، يتهامسان.. ويتبادلان كلمات الحب الرقيقة الخجولة والتي لا يملان تكرارها..
ويبنيان قصراً من وهم..لا يسكنا فيه سوى لحظات، لحظات هي عمر هذه المحادثة الرقيقة..
-"أحبكِ..".
-"أحبكَ..".
-"هل حقا سيجمعنا بيتا واحداً، نملأه أطفالاً..لا تبرحه البسمة والفرحة والحب؟؟!".
-"أكاد أراه بعيني .. وأتحرق شوقا إليه..".
-"أتحبني حقّاً؟".
-"بل أذوب في هواكِ".
-"أتعدني أن نبقى كذلك طول العمر؟؟!".
-"بل أعاهدكِ على هذا".
***********************************
بعد عشرة أعوام..
نفس الشاطئ..
نفس المكان..
نفس الحبيبان..
وازداد عالم الأطفال اثنين..
ولكن ضيفا جديدا قد حل على الزوجين..
لن أذكره لكم ولكنكم ستستنتجونه بعد قليل..
هو(الزوج):
لا تبرح عيناه الجريدة..
لا يستوعب :كثيراً ما تمر عليه عيناه..و إنما هي العادة.. متى اكتسبها؟..إنه حقاً لا يدري، ولكنها حتما بعد الزواج..
هي(الزوجة):
لا تفارق عيناها طفليها.. وبين دقيقة وأخرى تقوم حاملةً ساندويتشا لأحدهما..
هما(الزوجان):
لم يتبادلا أية كلمة منذ جلوسهما..لم يعد قاموس كلمات الحب موجودا..
لم تعد كلمة "أحبك" تبعث تلك القشعريرة التي كانت تبعثها منذ عشرة أعوام مضت..لأنها -ببساطة- لم تعد تقال..
-"هل تريد ساندويتشا؟"..
-"تؤ".. (لا)
-".........". (المزيد من القراءة الغير مستوعبة).
-".........". (المزيد من الساندويتشات للأطفال).
-".........".
-".........".
-"هل نزعتي فيشه المكواة قبل نزولنا؟"..
-"أمم".. (إيماءة بالرأس أن نعم).
-".........". (المزيد من القراءة الغير مستوعبة).
-".........". (المزيد من الساندويتشات للأطفال).
-".........".
-".........".
هو(الزوج)، مفكراً -دون أن يرفع عينه عن الجريدة:
يا إلهي!!..أحقا كنت أقف في ذات المكان يوما ما..
أحقا كنا نتبادل أجمل الكلمات والمشاعر؟؟!!!..
لماذا كنت أرى السماء وقتها بشكل آخر؟!!..
-نظرة جانبية للزوجة-
لقد زاد وزنها قليلا أخشى أن تزداد أكثر من هذا..
كم كانت رقيقة ومرحة..
لم تكن تنام قبل أن تسمع صوتي في الهاتف لتسمعني أتمنى لها نوماً هنيئاً وأناديها بـ..
بأي اسم كنت أدللها وقتها؟؟..لا أذكر..
ثم فجأة يصرخ:"يا محمد...أنا مش قلتلك متخشش جوه في الميه..روح هات أخوك وتعالوا العبوا هنا"..
يعود وينظر للجريدة..
بماذا كنت أفكر؟؟؟؟؟؟
قسط الثلاجة؟؟..لا لا..إن ميعاده بعد شهرين..
إذن كنت أفكر في العلاوة؟؟يا إلهي !! إن اليوم هو الخامس والعشرين في الشهر.. غداً سأدخل ل"فوزي"،وسيعرف اي شيطان أكونه في نهايه الشهر إن لم يوافق على العلاوة..
لن أسمح لمن هم دوني أن.........(المزيد والمزيد من الخواطر المتسلسلة)